بقلم عميره عليّه الصغيّر
لستُ من منخرطي الجبهة الشعبية لكن من موقعي كمتعاطف معها لم استسغ توافقها مع جماعة الغنوشي في تسيير مجلس بلدي العروسة، على صغر المجلس، و لم أرَ كذلك وجاهة و لا اقناعا في رد رئاسة الجبهة باعتبارها ما وقع هو خارج عن نطاقها.
و من المفروض أن كان الأمر فعلا تنطّعا من بعض المنتمين اليها و قرارهم كان خارج الضوء الأخضر من قيادة الجبهة، كان من المفروض اعطاء الأوامر للتراجع عن ذاك الاتفاق و مطالبة تلك المجموعة الخضوع للخط العام للجبهة الرافض التحالف مع حزبي الشيخين و المسؤولين على خراب البلاد و على الإرهاب، واحد باحتضانه و تفريخه و الثاني بالتستر عليه.
لا أن يقع التطبيع مع حزب عقائدي لا وطني و لا ديمقراطي و لا حداثي يعمل كل ما في وسعه للسيطرة على مفاصل الدولة و رهن البلاد و بيعها لمن يريد و أخونة المجتمع.
من المفروض ان تطرد قيادة الجبهة هذه المجموعة المتنطعة (ان كانت فعلا متنطعة) و تذكرهم أن دماء بلعيد و البراهمي و بقية الشهداء مازالت تشير للنهضة و عيب كبير خيانة رفاق اليوم و ليس الأمس.
أخشى أن تكون هذه الحادثة بمثابة الفخ (العروسة رمزية اذ هي بلاد حمة الهمامي) من النهضة لفرقعة الجبهة و ربما القوة المعارضة الوحيدة من الأحزاب التي لم يخترقها الإخوان بعد و لم يفتتتوها.
أتمنى أن تتلافى الجبهة الأمر قبل مؤتمرها القادم و تتحول لحزب عصري ديمقراطي تقدمي وطني يجمع شتات القوى التقدمية، تنظيمات و أفراد، من أجل جمهورية ديمقراطية اجتماعية ، حزب يحكم ويعطي الأمل للتونسيين و ليس قوة تنبح من بعيد و لا تؤثر في الواقع.