يبدو أنّ رئيس الحكومة يوسف الشاهد يعيش هذه الايام على وقع مرحلة مفصلية فارقة ستحدد مصير مساره السياسي المستقبلي الذي بدأت معالمه تتضح بعد سحب حزب نداء تونس البساط من تحت قدميه رافعا الورقة الحمراء في وجهه ومطالبا على لسان العديد من قياداته باستقالته وانتهاء فترة حكمه..
والجدير بالذكر هنا أنّه ولأول مرة في التاريخ السياسي يقوم حزب سياسي حاكم بسحب ثقته من رئيس الحكومة الذي زكّاه ونصّبه لاعتلاء أحد أعلى المناصب السياسية وهي رئاسة الحكومة، وهنا نضرب مثال العلاقة الحالية بين يوسف الشاهد وحركة نداء تونس التي أعلنت كتلتها النيابية عن دعمها المطلق والمساندة التامة لوثيقة قرطاج 2 التي تتضمّن تأكيدا على رحيل رئيس الحكومة.
زد على ذلك كل التصريحات القيادية الندائية التي بلورت “غضب” حركتهم من “ابنها” يوسف الشاهد وإبداء عدم الرضاء عنه بل والذهاب الى أبعد من ذلك وهو المطالبة بإقالته ولعل من بين أبرز هذه التصريحات ما جاء في جملة الانتقادات التي وجهها المدير التنفيذي لحزب حركة نداء تونس حافظ قائد السبسي لحكومة الشاهد.
حيث دقّ حافظ قائد السبسي ناقوس فشل الحكومة في حل العديد من المعضلات التي تواجه بلادنا العديد كتدهور المقدرة الشرائية للشعب التونسي والاستقرار في الانهيار المريع لكل المؤشرات الاقتصادية وتزعزع قيمة الدينار والأزمة الساحقة للمالية العمومية واستمرار التداين من أجل خلاص الأجور وغياب أي رؤية للإصلاح الاقتصادي هذا فضلا عن الاستقرار في التلاعب بالعلاقة مع الأطراف الاجتماعية الفاعلة من المسايرة السلبية إلى التوتر والصدام مع الاستقرار في انهيار احتياطي الدولة من العملة الصعبة بشكل غير مسبوق في تاريخ البلاد…
وبناء على هذا أصبح لا مجال للشكّ بأن حكومة يوسف الشاهد بدأت تعدّ أيامها الاخيرة بعد أن تضخمت الأزمة وتدحرجت كرة الثلج المتضخمة.
منارة تليجاني